رحلت الذكري
كان الغروب يسدل ستائره....
والشمس تتواري خلف قطع السحاب الداكنه المتناثره في السماء تبشر بأمطار منتظره..
جلست وحدي علي شاطيء البحر ..اتذكر ما مضي...
وجدت الي جواري عصا فأمسكت بها وأخذت اخطط علي الرمال ما يمر علي ذاكرتي من ذكريات.
وفي كل مره تأتي موجه هادئه تمحو ماكتبت
وتبعا لتأثري بما تذكرت كنت أضغط علي العصا اكثر فأكثر لتحفر اعمق في الرمال...
وكل مره تأتي موجه هادئه تمحو ماكتبت
توالت الذكريات ومازلت أقبض علي عصاي..
حتي!!!
حتي وجدت نفسي أكتب أسمها
ضغطت علي عصاي بكل قوتي حتي أصبح أسمها محفورا فى الرمال كخندق كما حفر في قلبي من قبل...
ورغم ما أشعر به من ألم يعتصر قلبي الا ان يداي طوقت اسمها مانعتا الموج من الوصول له..
لا اريد ان انساها اريد ان اتذكرها دائما..
أتذكر قسوتها وأتذكر حناني عليها
أتذكر رحيلها وأتذكر اشتياقي اليها
فما كان الا ان وجدت البحر هاج فجأة وأخرج من اعماقه موجه شديده
قاومت يداي و.........
محت اسمها
قبضت علي حبات الرمل بين كفي ووقفت صارخا....أيها البحر لماذا تفعل هذا بى ؟!!!
لماذا تأخذ ذكرياتي .. اني لا اري حياتي القادمه ..فتمنيت ان اعيش علي الذكري ماتبقي لي من عمر
وسالت دموعي لتتساقط علي الرمال وتختلط بماء البحر فتحتضنها وتأخذها معها في عودتها..
فناديته متوسلا ايها البحر... اترك لي الدموع ..لا تأخذها...
فوجدته يبتسم ويرد هامسا
أخذت الذكريات التي أثرتك في دروبها فضللت طريقك
أخذت الدموع التي كانت تحجب عنك رؤيتك للحياه
أرحل الان
لكن ليس الي من حيث اتيت
لكن الي حيث تبغي
فرحلت مستجيبا وأعطيت له ظهري وأخذت اجر قدميّ بعيدا
فاذا بموجه تلحقني وتلامس قدميّ..
فالتفت له مره ثانيه ...فاذا به يقول لي انسي انك اتيت لي اليوم
فنظرت له متعجبا
فاذا به يستكمل قائلا اريدك أن تنسي انك نسيت