: قرآن الرحمن
يخبرنا الله عز وجل بأنه انزل دواءاً لكل ما يعاني منه المسلم من امراض ... انزل دواءاً يقوم به المعوج في السلوك والتصورات والاهتمامات ... اتدرون ما هو؟! انه القرآن: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) نعم , القرآن (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57).
إنه الوصفة الإلهية لعلاج أمراض الأمة ( قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء )
القرآن هو الحل:
يقيناً - اخي الحبيب- أن القرآن الذي بين ايدينا قادر علي تغييرنا تغييراً جذريا واعادة صياغتنا من جديد لنكون كما يحب الله عز وجل في القول والفعل والسر والعلن , ولم لا وهو الدواء الرباني الذي انزله الله عز وجل ليكون كتاب هداية , وشفاء , وتقويم وتغيير لكل من يحسن التعامل معه ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) يهدي من الله من اتبع رضوانه سبل الله ويخرجهم من الظلمات إلى النور باذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم
يقيناً - اخي الحبيب - أن القرآن الذي بين ايدينا هو الذي سيعيد لنا الأقصى وفلسطين والعراق , ..... , سيعيد لنا العزة والمجد , وسينقلنا من ذيل الامم إلى مقدمتها مرة أخرى لو احسنا التعامل معه واعدنا تشغيل مصنعه وتفعيل معجزته. ولنعلم جميعا بأن الجيل الموعود بالنصر والتمكين لا يمكن أن يتخرج إلا من مدرسة القرآن كما حدث مع الجيل الأول.
القرآن هو حبل الله المتين وهو النور المبين والصراط المستقيم (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) , وانه لكتاب عزيز(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فعن ابي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال (ابشروا , ابشروا اليس تشهدون أن لا اله إلا الله , واني رسول الله؟ قالوا: نعم... قال (فان هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بايديكم , فتمسكوا به فانكم لن تضلوا , ولن تهلكوا بعده ابداً.
أين نحن اليوم من القرآن؟ هل ملأ قلوبنا الصديد من ذنوبنا فاصبحنا لا نتاثر به قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا... اجل انه القرآن كتاب الرحمن الذي سجد له الكافرون قبل المؤمنين.... اجل سجد له الكافرون ففي البخاري أن الرسول تلي اواخر سورة النجم ... اسمع تلك الايات (ازفت الازفة (57) ليس لها من دون الله كاشفة (58) افمن هذا الحديث تعجبون (59) وتضحكون ولا تبكون (60) وانتم سامدون (61) فاسجدوا لله واعبدوا) وخر النبي لله ساجداً ولم يتمالك أحد من المشركين نفسه فخر ساجداً لله .... اجل إنه القرآن الذي اهتزت له قلوب الكفار واهتزت له الاحجار "لو انزلنا هذا القرآن علي جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون " بل تأثر به الجن (قل اوحي إلى انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا (1) يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا احداً) ... فأين نحن منه يا امة الحبيب؟؟!
اسمع يا اخي تلك الكلمات التي قالها الوليد بن المغيرة في حق القرآن وهو كافر يحارب رسول الله- والحق ما شهدت به الأعداء - قال: والله إن له لحلاوة , وان عليه لطلاوة , وان اعلاه لمثمر , وان اسفله لمغدق وانه يعلو ولا يعلي عليه " ولقد صدق في تلك الكلمات فإنه والله ليعلو يعلو ولا يعلي عليه والحق كل الحق والنجاة فيه.
امازلت يا اخي لا تستوعب معني انه كلام الله , لقد كان عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه إذا نشر المصحف وضعه علي وجهه وقال (كتاب ربي .. كتاب ربي) فتخيل يا اخي لو أن عظيم من العظماء أو المشاهير أو حبيب تحبه حباً جماً ارسل إليك رسالة ماذا ستفعل فيها ولو كانت فيها أوامر أو طلبات كيف ستنفذها؟؟! اصار الله اهون علينا من البشر فلا نتحرك إلى قراءة رسالته ولله المثل الأعلى .. كيف هذا يا امة الحبيب ؟؟!
اخي الحبيب إذا كنت تريد الهداية فعليك بالقرآن (إن هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم) وإذا كنت تريد شفاء لامراض القلوب وانشراحاً للصدور فعليك بالقرآن (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين) وإذا كنت تريد الرفعة في الدرجات فعليك بالقرآن قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (إن الله يرفع بهذا الكلام اقواماً ويضع به آخرين) وإذا كنت تريد الحسنات فعليك ايضاً بالقرآن قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة , والحسنة بعشر امثالها , لا اقول (ألم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) إذا كنت تريد أن يزداد حبك لله ورسوله وتزداد تقربا من الله فعليك بالقرآن قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف) وإذا كنت تريد الجمال والبهاء ورضا الرحمن يوم القيامة فعليك بالقرآن .. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (يجئ القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله , فيلبس تاج الكرامة , ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة , ثم يقول يا رب ارض عنه , فيرضي عنه , فيقول اقرأ وارق ويزداد بكل اية حسنة) إذا كنت تريد خير الدنيا والاخرة فعليك بالقرآن
اأخي بالله عليك:لا تشمت أعداء الاسلام بالإسلام وأهله :- فقد قال نيكسون في كتابه ( انتهز الفرصة ) اننا لا نخشي الضربة النووية ولكننا نخشي الاسلام والحرب العقائدية التي قد تقضي علي الهوية الذاتية للغرب , وقال آخر امامنا اربع عقبات للقضاء علي الاسلام القرآن والكعبة وصلاة الجمعة والازهر , وقال آخر متي تواري القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نري العرب يتدرجون في طريق الحضارة الغربية بعيدا عن محمد وكتابه ... فماذا ستقول لهم أنت يا إبن خالد وعمر وأبو بكر ,وأنتي ياإبنة عائشة وأسماء وفاطمة ؟
حالهم مع القرآن:
كان عروة بن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم ... وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقرأ القرآن كله في ركعة... وكان منصور بن زادان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحي... وقال أبو بكر بن عياش يوماً لابنه: يا بني , اياك أن تعصي الله في هذه الغرفة , فاني ختمت القرآن فيها اثني عشرة ألف ختمة... قال ابن المبارك كان أبو حنيفة يجمع القرآن في ركعتين ... وعن عبد الله بن احمد بن حنبل قال: كان ابي يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة فلما مرض من تلك الاسواط اضعفته فكان يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة ولنختم بشيخ الإسلام ابن تيمية لما سجن بالقلعة ختم القرآن ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة ومات وهو يقول ( إن المتقين في جنات ونهر (54) في مقعد صدق عن مليك مقتدر).
كيف تتعامل مع القرآن:
المداومة علي التلاوة اليومية: فلنداوم علي التلاوة اليومية ولفترات طويلة , ليلاً ونهاراً سفراً وحضراً ... ولتكن مرتله بطيئة , ولا يكن هم القارئ متي سينتهي من السورة أو الورد , بل ليكن همه متي يتجاوب قلبه ويخشع فؤاده وتدمع عيناه.
تهيئة الجو المناسب: لكي يقوم القرآن بعمله في التغيير لابد من تهيئة الظروف المناسبة لاستقباله , ومن ذلك وجود مكان هادئ بعيد عن الضوضاء يتم فيه لقاؤنا به.
التجاوب مع القرآن:علينا أن نتجاوب مع الخطاب القرآني بالرد علي اسئلته وتنفيذ ما عليه من تسبيح أو حمد أو استغفار أو سجود وعلينا كذلك التأمين علي الدعاء والاستعاذة من النار وسؤال الجنة ولقد كان هذا من هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح فقد قال وهيب بن الورد: فرحم الله اقواماً كانوا إذا مروا بأية فيها ذكر للنار فكأن ذفيرها في اذانهم وإذا مروا بأية فيها ذكر للجنة فكأنهم فيها منعمين.
ترديد الاية التي تؤثر في القلب.
تحديد ورد يومي في وقت محدد: حتي لا تشغلك الدنيا في بعض الأيام فتهجر القرآن كلية وكما ذكرنا فالمهم في الورد الكيف وليس الكم... المهم التأثر والتفاعل مع كلام الله ولا تظن يا اخي انك ستشعر بحلاوة القرآن من أول لحظة فقد قال ثابت النباني (كابدت القرآن عشرين سنة وتنعمت به عشرين سنة) فلكي تشعر بلذة القرآن وحلاوته يجب أن تحرص علي تلاوته وسماعه باستمرار قال تعالي (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
