وجاء اليوم......
الذي كنت اخاف مجرد التفكير فيه......
جاء وبقسوة لا يحمل اي شفقة......
جاء ليقول لي ويعلمني......
ليس كل مانحلم به نلقاه......
جاء ورحل معه كل الاصدقاء
كل الاحباء كل الرفقاء......
جاء ليصبح هو خليلي ورفيقي......
نعم اليوم انا بدون حب......
بعدما كنت ملك الغرام......
اليوم انا بدون صديق......
بعدما كنت اصدق الاصدقاء......
اليوم انا وحدي
أبدأ من جديد ......
او هكذا اتصور ......
وحينما كنت ارثي حالي......
سمعت صوتا ضعيف
وكأنه من اعمق اعماقي يقول ......
سامحني......
ارجوك سامحني واعذرني......
اعرف انني من فعل بك كل هذا......
ولكني لم اكن اعرف
انها تلك هي النهاية ......
كنت اظن اننا في الطريق الصحيح......
كنت احس اننا على صواب......
كنت احلم بحياة كسابق حياتنا
وحب كسابق حبنا ......
اتذكر حبنا ؟؟؟
وفجأة وقبل اي كلمة اخرى......
سمعت صوتا أخر ......
صوت مليء بالاتزان والحكمة والهدوء......
يقول......
حب !!!
اتسمي ماكنتم فيه حب ؟؟؟
اهذا ما تعرفونه عن الحب ؟؟؟
انسيتم كيف كنا نحب
كيف كان الحبيب يملكنا ونملكه......
اسمعك تقول " كنت اظن" "كنت احس" " كنت حلم "
كفاك اذن حياة حالمة وعش في حياة الواقع......
ها نحن نعيش وحدنا ......
لا حبيب ولا صديق ......
اصبحنا كيان منفصل ......
اتذكرا كم نصحتكما ؟؟
اتذكرا اني لم اوافق على تلك الحياة ......
ولكن ما فائدة الندم......
فقد كان ماكان......
وبعد أخر كلماته عم صمت عجيب مخيف......
وكأن الكل يفكر في المستقبل......
كيف سيكون ؟
يفكر كيف ستمر الايام القادمة ؟؟
ويذكر ايضا كيف كانت الايام السابقة ......
وكيف كانت السعاده تملئ حياتنا ......
ولكنها هي الدنيا ......
وعندما طال الصمت ......
كدت احرك شفتاي لاقول اي شيء ......
اخفف به على نفسي وقلبي وعقلي......
وكان القلب كعادته متأهب لسماع كلمات حانية رقيقة
وكان ينتظر ما سأقول......
ولكني قبل ان احرك شفتاي قال عقلي ......
اصمت......
قالها بلهجة حازمة أمرة ......
وكأنه يعلن سيطرته على الموقف.....
وقال......
لم يعد هناك مجال للعواطف والاحلام والكلمات......
اننا سنعيش ولكنني سأحكم كل شيء.....
ولتحكموا انتم بعد ذلك كيف ستكون حياتنا......
سنعيش هذه المرة ولكن......
تحت قيادتي......
سكت انا واطرقت رأسي وكأنني اعلن الموافقة......
والقلب ينظر لي وكأنه ينتظر مني اعتراض او ابداء الرفض
او هكذا كان يتمنى حتى يصبح هو المتحكم ويمارس حياته الحالمة......
ولكنه وجدني صامت مطرق الرأس .....
فسكت هو الاخر......
وهنا فقط رفع العقل رايته ......
واصبح من الان هو المتحكم......
معلنا حياة جديدة
هي حياة العقل ......
ولعلها الافضل.....