اليوم نظرت للمرآة تفرست ملامحي بدقة ولأول مرة لا أستطيع ان أتعرف علي ذاتي
اقترب شيئا فشيئا التصق بالمرآة ، فيزداد التباعد أجد تمثالا رخاميا شاب وسيم لكنه بعيد كل البعد عني فأنا احمق دميم لابد اننا اثنان ولكن اين صورتي في المرآة ؟!
ليس من الصعب ان يجهل الفرد ذاته ولكن من الصعب أن يتعرف علي نفسة !!
حقيقة ادركتها وأنا أتأمل نفسي في المرآة لم استطع ان اتعري امامة اصبحت اعيش صراعا بين الانا ونقيضها
معركة غير شعورية ابطالها أنا وقريني افرح، يحزن ، ابكي ، يضحك ، اقاوم اجده يستسلم
أنأي عن الرغبة اراه متشبثا به ، وكأن الحياة صراعا متواصلا لا ينتهي
النهاية تفرض نفسها عندما يتخلص احدنا من الاخر . كيف والتمسك بالحياة غريزي وفطري ؟!!
النهاية لأحدنا تعني النهاية لأخر . الحل الوحيد هو ان اعرف ذاتي . لكن كيف ؟! ان كل الحقائق حولنا غير حقيقية حتي حقيقتنا مقلوية ، كما تبدو صورتنا في المرآة ادرت حوارا صامتا حتي اصل لحل وسط يرضي جميع الاطراف . الحوار بدأ خافتا ثم بدأ شيئا فشيئا .
الاثنان لهم مطالب وأنا كرة تتهاوي بينهما فقدت التوازن ، الحل هو الالتقاء عند ملتقي يشتركان فيه . الشيئ المشترك هو أنا . اذن لابد أن اعرف من انا ؟!
وماذا أريد ؟! لم اعرف من انا . ولكن عرفت ماذا اريد !
اريد الحب ، الصدق ، الاحتواء
آنئذ هدأت النفوس واستراحت الاعصاب وبدأ الدم يسري في التمثال الرخامي البارد ويتحول لكائن أدمي ينعم بالدفء والحرارة ، ونلتقي انا وقريني عند ملتقي البحث عن الحب المفقود ، واتعرف علي الهيكل الذي يبدو في المرآة واخيرا اعرف من أنا
(فالحياة ملهاة لمن يفكر .... ومأساة لمن يشعر)