من داخل الميكروباص!
أحمد عبد الحكم – ولاد البلد – عشرينات – 5/7/2008
(من وحي ما يحدث داخل ميكروباصات القاهرة... الميكروباص يغادر المحطة متجها إلى طريقه)
السائق: والنبي يا إخوانا الأجرة مع بعض.. والأجرة موحدة يا أخوانا إحنا بالليل
(يبدأ الركاب الآن في تجميع الأجرة ويرسلونها واحد تلو الآخر للسائق)
السائق: لسه فيه ناس ما دفعتش.
يصيح راكب بأعلى صوت: على جنب يا أسطى الله يكرمك.
فيتدخل آخر: والناصية الجاية معاك يا ريس.
راكبة تخاطب الراكب الذي أمامها: والنبي أديله واحد يا خويا
فيتدخل آخر وهو يسلم السائق الأجرة: خليهم اتنين معاك لو سمحت
راكب من الكنبة الخلفية يرسل الأجرة: خد أتنين من الجنيه وواحد من الخمسة جنيه
زميله في نفس الكنبة: أبعت ربع جنيه ورا يا أسطى
(السائق يرسل الربع جنيه للراكب)
راكب بجوار السائق: الباقي يا أسطى عشان نازل
راكب مر عليه الربع جنيه أثناء محاولة وصوله إلى صاحبه: والنبي يا أسطى الربع جنيه ده مقطوع غيٌره.
(الربع جنيه وصل إلى السائق من جديد)
السائق يتساءل: حد معاه ربعين؟
صاحب الباقي يسأل من الكنبة الخلفية: معاك ربع وتاخد ُنص؟
السائق: معايا..
(تمت الصفقة بنجاح.. تمر فترة يظن فيها الجميع أن الأجرة وصلت كاملة للسائق)
السائق: حد عايز فكة 5- 10- 20
راكبة مسنة من الكنبة الأمامية: ثانية واحدة والنبي لما أنزل يا ابني.
(يهدئ السائق السرعة ويقف على الناصية)
السائق: أنزلي يا حاجة على مهلك.
فيرد أحد الركاب: ربنا يشفي كل مريض
وتبدأ الراكبة المسنة في الدعاء للسائق: ربنا يوقف لك ولاد الحلال.. متشكرة أوي يا ابني.. ربنا يسهل لك طريقك يا ابني..
(السائق وهو ينظر للسماء مقبلا وجه وظهر يده اليمنى)
السائق: والله يا جماعة عليها أقساط.. والمخالفات ما بترحمش.
راكب في الكرسي المجاور: ربنا يفتح عليك وعلينا يا أسطى
راكب من الكنبة الوسطى: قبل الكوبري معاك يا أسطى
السائق بكل حزم وهو يعد فلوس الأجرة: قبل الكوبري ممنوع عشان فيه دورية.
(بعد لحظات صمت يكتشف السائق نقصاً في الأجرة)
السائق يصرخ في الركاب: يا جماعة اللي ما دفعش ورا
عدد من الركاب يتبرعون بالرد: كل العربية معاك يا عم.
السائق يصر: لسه فيه واحد ناقص يا جماعة.
راكبة ترد: يا خويا دا ابني وقاعد على حجري.
(السائق يهدئ وينظر خلفه للراكبة)
الراكبة وهي ترفع ابنها لأعلى: ده واد صغير.. عاوز أجرة عليه كمان
راكب يتدخل في الحوار: الناصية الجاية يا ريس.
السائق: كل ده صغير يا ست.. ده شحط في الجامعة أهو
الراكبة ساخرة من كلامه: يسمع منك ربنا يا خويا ويطلع دكتور أو باشمهندس أد الدنيا
الراكب يتدخل صارخاً: إيه يا أسطى.. مش قلت لك على جنب
السائق وهو يشوح بيديه للراكب: يا بيه معلش ما سمعتش
الراكب بقرف: أنت أطرش ولا إيه
السائق: ليه الغلط يا فندي
(الراكب وهو ينزل من الميكروباص)
الراكب: أنا أغلط زي ما أنا عاوز.. ده أنا أشتريك وأشتري عربيتك دي
السائق يخاطبه وهو يرحل بعيداً: ما دام أنت غني أوي كده أركب تاكسي يوصل لك لغاية الشقة فوق... (الميكروباص ابتعد).. يا ابن.... يا... يا... عالم ولاد...
عدد من الركاب: خلاص يا أسطى صلي ع النبي.
السائق يبرر شتائمه: ما هو اللي بيغلط يا أخوانا.. والله ما جيت جنبه
راكب مجاور: معلش يا أسطى
السائق: والله يا أفندية الواحد مش عارف يعمل إيه للزباين.
(الميكروباص يصل المحطة.. )
السائق: يالا يا إخوانا.. آخر الخط.. حمد لله ع السلامة.
____________________________________
* المقالة أرسلها أحمد عبد الحكم في مسابقة عشرينات، لكنها لم تتأهل إلى التصفية النهائية، وسوف نوالي نشر موضوعات ومقالات المتسابقين في تلك المساحة.
______________________________________
منقول بس جامد هتعيش اللحظه بجد