الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أما بعد:
أتعرف فلان؟
- نعم أعرفه..
- وهل عاشرته؟
إذا أنت لا تعرفه.....
في حياتنا نتعرف على أشخاص وأشخاص .. وجوه تذهب ووجوه تجيء.. أناس تضحك وأخرى تبكي
نفاجئ أحيانا بأناس خانوا الثقة .. ونعوض بآخرين أهلا للثقة,
هل يمكننا الجزم بأننا نعرف الناس تمام المعرفة؟
أننا نتشبث بأدق التفاصيل لمعرفة الشخص الذي نتحدث معه..
أحيانا يجذبونا أشخاص ولانعلم لماذا ؟ وننفر من آخرين ولا نعلم لماذا أيضا؟ فكما يقولون:
"الأرواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تنافر أختلف"
أحيانا نكره أشخاصا للوهلة الأولى ونردد قائلين " لا ارتاح لفلان"
فأحيانا تستمر تلك المشاعر وأحيانا تنقلب إلى 360 درجه إلى صداقه أو حب...الخ
وكما يقولون "ما محبه الأبعد عداوة"
فجميع تلك المشاعر المتضاربة تارة والمتوافقة تارة أخرى تكسبنا خبره
ومعرفة للسطح الخارجي للأناس لكننا برغم ذلك كله لا نعرفهم تمام المعرفة..
أحيانا نتعرف على أناس لا نحبهم بل ولا نطيقهم ... وعندما يرحلون نتنفس الصعداء ..
لكن بمجرد أن يحل غيرهم محلهم نتمنى أن يعودوا ونندم ونتذكر أياما ولت
ونذكر جوانبهم الحسنه عوضا عن السيئة .....
"ستذكرني إذا عاشرت غيري وستبكي عشرتي زمنا طويـــــــــــــــــلا"
فكلنا له من الصفات الحسنه والسيئة ... ولا يوجد بشر على وجه الأرض معصوم عن الخطاء
"فالعصمة لا تكون إلا لنبي"
الصــــــداقــــــة
الصداقة قيمة إنسانية أخلاقية ودينية عظيمة سامية المعاني والجمال
كبيرة الشأن بها تسمو الحياة وترتقي وبدونها تنحدر
0لصداقة من الصدق ، والصدق عكس الكذب. والصديق هو من صدقك
إنها علاقة وثيقة بين شخصين أو أكثر علاقة متبادلة وانسجام كامل
في المشاعر والأحاسيس وهي بالغة الأهمية في استقرار الفرد وتطور المجتمع .......
إن أشباه الصديق والصداقة السيئة تنتهي بسرعة انتهاء فقاعة الماء أو الصابون
فالصداقة تجعل الحياة جميلة لأنها تخدم الروح والجسد والعقل ........
0والمعروف إن افتقاد الصداقات والعلاقات مع الناس والأصدقاء يولد الاكتئاب والمرض
والتوتر النفسي والكثير من المشاكل الصحية والنفسية0 والجلوس منفردا
عقوبة جسمية ونفسية قاسية تمارسها السلطات على المخالف للقانون
و يتعرض لها من لا صديق له وفي الأمثال والأقوال يقال( الصديق والرفيق قبل الطريق )
وقول الشاعر:
صديقي من يقاسمني همومي
ويرمي بالعداوة من رماني
ويحفظني إذا ما غبت عنه
وارجوه لنائبة الزمان
سؤال كيف نختار أصدقائنا؟
أن تكون الصداقة والإخوة واحدة ( قل لي من صديقك اقل لك من أنت )
, وان نختار أصدقاء راجحي العقول , وان
يعمل الصديق على : أن يستر العيوب ولا يعمل على بثها ويكون ناصح لصديقه
ويقبل نصيحة الأخر, وان يتحلى بالصبر ويسال إن غاب عنه
, ويعاوده في مرضه ويشاركه فرحه, ونشر محاسن صديقه
, والصديق وقت الضيق , وان لا يكثر اللوم والعتاب , ويقبل اعتذار صديقه,
وينسى زلاته وهفواته, ويقضي حوائجه , وان يشجعه دائما على العمل
والنجاح والتفوق 0 والتحلي بمكارم الأخلاق والقيم لتكون
الصداقة دائمة قوية راسخة لا تهزها أول مشكلة أو تداخلات مادية
والنتيجة يكون ( الصدق, و النبل, الأصالة, و العراقة, والأخلاق و الحب وكل قيم فاضلة )
ليتم استقرار الصداقة قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
(المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)
كما انه حتى نعيش مع الأخرين علينا إيجاد بعض النقاط والقواسم المشتركة
والتفاعل معها والبناء عليها
لعلاقات أحسن وأفضل والابتعاد عن نقاط الخلاف والتفرقة ونجاح الحياة
يتطلب وجود العلاقات الاجتماعية والروابط المتنوعة0
. والأهم من كل شيء أن يقبل كل واحد الأخر كما هو ويحترمه.
لأنه ليس منا بالكامل أو المعصوم نحن بشر كل يغلط
ولكل ظروف ومشاكل حياتية مختلفة علينا مراعاتها وتقديرها لتكون الحياة أجمل
وأنقى ونعيش بشرا
تقبلوا فائق احترامي
منقول بتصرف
__________________