عيــــــــادة الضمائـــــــــــر
--------------------------------------------------------------------------------
الضمير ، ليست كلمة بسيطة او مجموعة من الحروف التي ينزفها القلم ...
إن الضمير عبارة عن الكيان الأخر للشخص ، لأنه لولاه لأصبح الإنسان مجرد جسد بلا روح .. وقلب بلا عقل ...
الضمير يستمد قوته من قوة الانسان وتحمله للشدائد ما دام الايمان قوي والقدرة على التحدي والصمود موجودة فلا خوف ..
ومن هنا فإن الضمائر أنواع .... وأجناس فكما هي الكيان الاخر فإنها أيضا تمرض ...
وكل مريض قد يكون بحاجة لعيادة لعلاجه ومداواته ...
ولكن كيف حال الضمير ؟ اذا مرض ..... أصعب شيء أن تعاني وعكة مشاعرية في ضميرك تفقده الحس .. وتفقده الشعور والتوازن ....
هناك من عانوا من مرض ضمائرهم وارادوا معالجتها في تلك العيادة فكان هناك دواء وحيد وبدون وصفة لان الشخص الذي بلا ضمير هو وحيد في زمنه ...
كان دوائهم تئنيب الضمير ... منهم من تمكن من النفاذ بالعلاج بصعوبة وتمكن من الحفاظ على ضميره الذي تزعزع في يوم من الايام ..
ومنهم من كان تئنيب ضمير بالنسبة لهم مجرد وهم لا يحتاجون لتجربته ... لماذا لانهم قتلوا ضميرهم ...وسموه بالحقد وحب الشهوات ..
يظن الكثيرين أن هذه العيادة لن تنجح في هذا الزمن ... لأن الكثير من المرضى دخلوا اليها والقليل القليل خرجوا منها وقد نجحوا بالعلاج ..
قد راودتني عبارة كتبها أحد الأصدقاء على جدران غرفته ....
يقول فيها .... كل مخلوق ينام على أمل أن يصحوا غدا .... إلأ الضمير اذا نام فإنه لا يصحوا ....
سألته هل ممكن ذلك ؟!! ... فأجاب حتى لو استيقظ فإن هناك من ينظر اليه بأن ضميره قد نام في يوم من الايام ... ويمكن أن ينام مرة اخرى ...