يا لعبك يا فايزة لما تكونى عايزة
اليوم الأول
أعزائى الكرام إحنا دلوقتى فى بيت بنت مش معروف عمرها بالظبط , لسه صاحية م النوم , أبوها قاعد فـ الصالة يقرا الوفد و بيلعب فى صوابع رِجله الشمال , أمها بتطبخ كوسة فى المطبخ و بتسمع إذاعة الشرق الأوسط و بتلعب فى ودنها اليمين , صاحبتنا لسه صاحية من النوم زى ماحنا شايفين و أول حاجة هتعملها انها تدخل ع المسنجر ... و قبل Sigh In قعدت تفكر فى الحاجات اللى هيه عايزاها و مش طايلاها و الحاجات اللى هيه طايلاها و مش عايزاها .... يا عينى.
فى نفس التوقيت و فى بيت تانى هتبصوا معايا تلاقوا شاب سهران طول الليل أدام الكمبيوتر , بعد ما أدخل الـ DSL أخيراً فى بيتهم , و بعد ما نزل الأفلام اللى مش هيشوفها و الأغانى اللى مش هيسمعها , راح المطبخ عمل كوباية نسكافيه و رجع أودته , عشان يلاقى صاحبتنا Online فى الركن اليمين م الشاشة , ولّع سيجارة و حطها فى الركن الشمال من بقه كأول خطوة يعملها من أجل التحرك الفعّال ... نقّى صورة شيك و فى نفس الوقت غامضة عشان يحطها فـ البروفايل و هكذا بكل ثبات بدأ فى تسليم نهاره لسطوة الكيبورد.
اليوم الثاني
عودة الى موقع الأحداث , صاحبنا بدأ يشغل أغنية قديمة لـ Jean-François Michael ( ناعمة و مفتعلة فى الغالب ) , و مع ارتفاع حواجبه لفوق تدريجياً و ابتسامة خفيفة بدأت تلمع فى وشه بالإضافة طبعاً لإشارة موحية يإيديه أنه ( إتقلى عليا يا قمر ) ... على الجانب الآخر بدأت البنت تعدل فى شعرها و تتعدل فـ الكرسى و تمسح بقايا العماص فـ عينيها استعداداً انها تكتب كلام و تمسحه , تكتب كلام و تمسحه , تكتب كلام و تمسحه , و أخيراً تكتب كلام و تبعته ... بتفكر كذا مرة إنها تتمادى لكن تسمع صوت جرس يرن فى دماغها أنه (إعقلى يا بت).
اليوم الثالث
ياخدوا نمر تليفونات بعض عشان يطورا العلاقة و يتفاهموا سوا بالرنات , لكن و كما هو الحال فى هزات الزلازل و إنقباضات الأورجازم يكون أيضاً فى رنات الموبايل ... متسارعة , مكثفة , حادة فى البداية ثم تتبعها رنات أقل فى الشدة و الطول و الحدة ثم تفتر تماماً الرنات فى طريقها الحتمى للانتهاء , الاتنين ينشغلوا عن بعض , هوه فى شغله أو فى تظبيطة تانية ..... و هيه فى خطوبة بنت خالتها أو حمل اختها الكبيرة أو فى شغل البيت عشان أمها سافرت مع أبوها عمرة , تقل اللقاءات بينهم ع النت , يتقابلوا كل فين وفين عشان يسلموا على بعض بس لغاية ما يقرروا فى نفس الوقت إن الحياة ممكن تستمر من غير ما يفضلوا Online خمس ست ساعات كل يوم و من غير ما يسمعوا أغانى مفتعلة .... إنه الملل عزيزى آرثر و إنها لقاءات من النوع "الحامض" عزيزتى فايزة.
فى كثير من الأحيان لا يكون مهماً ماذا ستقول بقدر ما يكون المهم كيف ستقول , و لا يكون ملفتاً مضمون كلامك بقدر ما يكون الملفت نبرة صوتك , لهذا - و لهذا فقط - لازم أقول بكل صراحة و تحدى و ثقة : يا سارق قفطان أخوك , هتلبسه فيييين